أصبح إدمان التدخين عادة غالبة ومتبعة لدى الكثير من الشباب , في حين بات اجتناب ذلك هو المستثنى,
فلقد استشرى وباء التدخين وعم. ومما ينذر بالشر أن تعاطي هذه الأمور منتشر بين الشباب والمراهقين وبخاصة الطلاب في جميع مراحل التعليم, بل دب الخطر إلى الطالبات فأصبحن يشاركن الطلاب في ممارسة التدخين والإدمان عليه.
وكثيراً ما يبدأ الإدمان على التدخين بلفافة من التبغ لذوق الطعم ومعرفة النكهة, ثم تتحول التجربة إلى عادة مستفحلة, فيشعر المدمن بعد ذلك بحاجة دائمة إلى التدخين. وهي غالباً ما تكون في مرحلة من أشد مراحل العمر فقداناً للسيطرة على النفس, ألا وهي مرحلة المراهقة وما بعدها بقليل , وأغلب المدخنين يجدون أنفسهم مدفوعين للتدخين بعد أن تبدأ العادة لديهم في سن الصغر بالتقليد وحب الظهور, فالمراهق يريد أن يشعر أنه قد صار رجلاً, وإذا ما ابتدأ الفتى بالتدخين فإن استمراره فيه يخرج عن يده بعد ذلك, ويصبح الدافع هو الإدمان, والإقلاع عن التدخين أمر ليس بالهين, وأغلب المدخنين يود لو استطاع ذلك, وهو يلوم أترابه الذين جرفوه معهم.
عندما يدخل الدخان إلى رئتي المدخن يلتقي في الحويصلات الرئوية مع الدم الذي جاء من القلب إلى الرئتين ليتخلص من غاز الفحم, ويتزود بالأوكسجين الوارد للرئتين مع هواء الشهيق. والذي يحصل لدى المدخن أن الدم يحمل مع الأوكسجين مادة النيكوتين التي يتميز بها الدخان, وهنا يتغير تركيب الدم, وتسير مادة النيكوتين في الأوردة والشرايين, وتدخل كل خلية من خلايا الجسم مما يؤدي إلى ارتياح عام وتخدير خفيف للجسم, وإذا قلت نسبة النيكوتين في الجسم شعر المدخن بالرغبة في التدخين من جديد, وهكذا نجد أنه مع مضي الزمن قد تؤدي المداومة على هذه العادة إلى أن يفضل المبتلى بها الدخان على الطعام والشراب, ويصل إلى درجة الإدمان.
وإذا توجهنا بالسؤال عن البدايات الأولى لتدخين الشباب نجد الإجابات مختلفة, منها: لأن بقية رفاقي كانوا يدخنون, لأن التدخين كان يجعلني أبدو كبيراً, كنت راغباً بأن أصبح شخصاً مهماً, لأنني كنت مشغوفاً باستطلاع هذا الموضوع, لكي أكون أرقى وأكثر تحضراً, لأنني كنت أشعر بالتوتر والعصبية, لأنني استمتع بالتدخين, لأنه لم يكن مسموحاً لي بالتدخين.
أما طارق عوض وهو في الثالثة والثلاثين من عمره ولم يدخن مطلقاً يقول: أعرف أن الكثيرين ممن يبتلون بشر التدخين لا يقدمون على ذلك إلا بإغراء رفاق السوء , والكثير منهم لا يدخن السجائر إلا كرهاً, وذلك لبشاعة طعمها ومرارته ولاعتقاد الكثيرين منهم أنهم يقدمون على عمل ضار منكر. وعن سبب انتشار هذه العادة السيئة يقول محمد الأحمد وهو أب لأربعة شباب: أعتقد أن وجود مقاه عامة موبوءة بالشر, يتعاطى الشباب فيها الأركيلة, وتكون بمثابة نواد خاصة بهم, وهم يحرصون كل الحرص على أن تكون الصحبة كبيرة على تدخين الأركيلة لأنها لاتحلو كما يقولون إلا ب¯اللمة, أحد أهم أسباب انتشار هذه العادة السيئة والتي تبدأ بالتجريب.
في حين تجد الأم سميرة الحسن أن: فساد وسائل الإعلام ينعكس على نفوس الناس, فالأفلام و الدعايات بأسلوبها الماكر تأخذ بلب الشباب الحيارى, فهي تنشر إعلانات أخاذه لأنواع الدخان, وتعطى على ذلك أجراً باهظاً, يؤخذ في النهاية من جيب المتعاطي البائس, إضافة إلى أن الإذاعة المسموعة والمرئية قد دخلتا كل بيت تقريباً وأصبح يراها الصغار قبل الكبار والفتيان والفتيات أشد الناس تأثراً بها وتقليداً لها.
التقليد وحب الظهور
وعن الأسباب التي تؤدي إلى انتشار التدخين بين معشر الشباب يقول أحد أساتذة علم النفس: توفر لفافة التبغ عامل إغراء بتعاطيها, ولاسيما مع وجود الرغبة في المعرفة والاطلاع عند الشخص بالإضافة إلى الفراغ والبطالة وضعف متابعة الأهل وإهمالهم لواجبهم.
ويضيف الأستاذ عبيد: إن شعور الإنسان بالنقص في ذاته, يدفعه إلى تقليد من يظن فيهم الكمال, فضعاف الإرادة في مجتمعنا يقلدون الأجانب في أنماط حياتهم تقليداً أعمى, لظنهم أنهم أرقى منهم في كل شيء, ومن ذلك تقليدهم في تعاطي التدخين معتقدين أن ذلك هو محض المدنية والتطور والتقدمية, وهذا هو الخطأ بعينه, فالمدنية والحضارة بالمثل العليا والأخلاق الكريمة لا بإدخال السموم إلى الجوف وإيذاء النفس والمجتمع.
والذي يحصل عندما يكون للشاب زملاء مدخنون, يميل لمشاركة إخوانه وجدانياً, بحيث لا يظهر معهم بمظهر الشذوذ والنفور! فلاتجد السيجارة الأولى ممانعة كبيرة منه, ويشربها معللاً نفسه بالمسايرة والموافقة فقط, وهكذا يقدم له زملاؤه السيجارة الثانية والثالثة وتتالى اجتماعاتهم, ويتتالى تدخينه, فإذا به يمسي مدمناً على التدخين مثلهم, ويرتبط بهذا السبب خاصة من خواص النفس الإنسانية وهي التقليد, فإعجاب الابن بأبيه والطالب بأستاذه مما يدفعه أحيانا للتشبه بهما وتقليدهما في كثير من أنواع سلوكهما, فإذا كان أحدهما مدمناً على التدخين كان تدخين الابن أو الطالب نتيجة من نتائج التقليد شعورياً أو لا شعوريا.
كما أن هنالك سببا آخر وهو أن بعض الشباب يعيشون في بيوت محطمة, ويرزحون في مشاكل داخلية وهموم اجتماعية ومشاغل نفسية, ومثل هؤلاء يسمعون من غيرهم أن التدخين يخلصهم من مشكلات ويريح أعصابهم, وهنا قد يلجأ الشباب بالإيحاء للتدخين كوسيلة تخلصهم مما يشعرون به من مشكلات.
ويتابع: إن الأسباب التي تؤدي إلى انتشار التدخين كثيرة ومتنوعة, بيد أنه لا يمكن أن يتبلور أثرها ويتفاقم خطرها, إلا إذا توفر لها واقع اجتماعي معين, ومناخ أخلاقي محدد, على مستوى الفرد والجماعة, وهذا المناخ الأخلاقي, وذاك الواقع الاجتماعي لا يتحققان إلا عندما يغيب الجانب الفكري
نقل للاستفادة العامة ,
هل استفادتم من الموضوع ام لا ؟؟؟؟
وكثيراً ما يبدأ الإدمان على التدخين بلفافة من التبغ لذوق الطعم ومعرفة النكهة, ثم تتحول التجربة إلى عادة مستفحلة, فيشعر المدمن بعد ذلك بحاجة دائمة إلى التدخين. وهي غالباً ما تكون في مرحلة من أشد مراحل العمر فقداناً للسيطرة على النفس, ألا وهي مرحلة المراهقة وما بعدها بقليل , وأغلب المدخنين يجدون أنفسهم مدفوعين للتدخين بعد أن تبدأ العادة لديهم في سن الصغر بالتقليد وحب الظهور, فالمراهق يريد أن يشعر أنه قد صار رجلاً, وإذا ما ابتدأ الفتى بالتدخين فإن استمراره فيه يخرج عن يده بعد ذلك, ويصبح الدافع هو الإدمان, والإقلاع عن التدخين أمر ليس بالهين, وأغلب المدخنين يود لو استطاع ذلك, وهو يلوم أترابه الذين جرفوه معهم.
عندما يدخل الدخان إلى رئتي المدخن يلتقي في الحويصلات الرئوية مع الدم الذي جاء من القلب إلى الرئتين ليتخلص من غاز الفحم, ويتزود بالأوكسجين الوارد للرئتين مع هواء الشهيق. والذي يحصل لدى المدخن أن الدم يحمل مع الأوكسجين مادة النيكوتين التي يتميز بها الدخان, وهنا يتغير تركيب الدم, وتسير مادة النيكوتين في الأوردة والشرايين, وتدخل كل خلية من خلايا الجسم مما يؤدي إلى ارتياح عام وتخدير خفيف للجسم, وإذا قلت نسبة النيكوتين في الجسم شعر المدخن بالرغبة في التدخين من جديد, وهكذا نجد أنه مع مضي الزمن قد تؤدي المداومة على هذه العادة إلى أن يفضل المبتلى بها الدخان على الطعام والشراب, ويصل إلى درجة الإدمان.
وإذا توجهنا بالسؤال عن البدايات الأولى لتدخين الشباب نجد الإجابات مختلفة, منها: لأن بقية رفاقي كانوا يدخنون, لأن التدخين كان يجعلني أبدو كبيراً, كنت راغباً بأن أصبح شخصاً مهماً, لأنني كنت مشغوفاً باستطلاع هذا الموضوع, لكي أكون أرقى وأكثر تحضراً, لأنني كنت أشعر بالتوتر والعصبية, لأنني استمتع بالتدخين, لأنه لم يكن مسموحاً لي بالتدخين.
أما طارق عوض وهو في الثالثة والثلاثين من عمره ولم يدخن مطلقاً يقول: أعرف أن الكثيرين ممن يبتلون بشر التدخين لا يقدمون على ذلك إلا بإغراء رفاق السوء , والكثير منهم لا يدخن السجائر إلا كرهاً, وذلك لبشاعة طعمها ومرارته ولاعتقاد الكثيرين منهم أنهم يقدمون على عمل ضار منكر. وعن سبب انتشار هذه العادة السيئة يقول محمد الأحمد وهو أب لأربعة شباب: أعتقد أن وجود مقاه عامة موبوءة بالشر, يتعاطى الشباب فيها الأركيلة, وتكون بمثابة نواد خاصة بهم, وهم يحرصون كل الحرص على أن تكون الصحبة كبيرة على تدخين الأركيلة لأنها لاتحلو كما يقولون إلا ب¯اللمة, أحد أهم أسباب انتشار هذه العادة السيئة والتي تبدأ بالتجريب.
في حين تجد الأم سميرة الحسن أن: فساد وسائل الإعلام ينعكس على نفوس الناس, فالأفلام و الدعايات بأسلوبها الماكر تأخذ بلب الشباب الحيارى, فهي تنشر إعلانات أخاذه لأنواع الدخان, وتعطى على ذلك أجراً باهظاً, يؤخذ في النهاية من جيب المتعاطي البائس, إضافة إلى أن الإذاعة المسموعة والمرئية قد دخلتا كل بيت تقريباً وأصبح يراها الصغار قبل الكبار والفتيان والفتيات أشد الناس تأثراً بها وتقليداً لها.
التقليد وحب الظهور
وعن الأسباب التي تؤدي إلى انتشار التدخين بين معشر الشباب يقول أحد أساتذة علم النفس: توفر لفافة التبغ عامل إغراء بتعاطيها, ولاسيما مع وجود الرغبة في المعرفة والاطلاع عند الشخص بالإضافة إلى الفراغ والبطالة وضعف متابعة الأهل وإهمالهم لواجبهم.
ويضيف الأستاذ عبيد: إن شعور الإنسان بالنقص في ذاته, يدفعه إلى تقليد من يظن فيهم الكمال, فضعاف الإرادة في مجتمعنا يقلدون الأجانب في أنماط حياتهم تقليداً أعمى, لظنهم أنهم أرقى منهم في كل شيء, ومن ذلك تقليدهم في تعاطي التدخين معتقدين أن ذلك هو محض المدنية والتطور والتقدمية, وهذا هو الخطأ بعينه, فالمدنية والحضارة بالمثل العليا والأخلاق الكريمة لا بإدخال السموم إلى الجوف وإيذاء النفس والمجتمع.
والذي يحصل عندما يكون للشاب زملاء مدخنون, يميل لمشاركة إخوانه وجدانياً, بحيث لا يظهر معهم بمظهر الشذوذ والنفور! فلاتجد السيجارة الأولى ممانعة كبيرة منه, ويشربها معللاً نفسه بالمسايرة والموافقة فقط, وهكذا يقدم له زملاؤه السيجارة الثانية والثالثة وتتالى اجتماعاتهم, ويتتالى تدخينه, فإذا به يمسي مدمناً على التدخين مثلهم, ويرتبط بهذا السبب خاصة من خواص النفس الإنسانية وهي التقليد, فإعجاب الابن بأبيه والطالب بأستاذه مما يدفعه أحيانا للتشبه بهما وتقليدهما في كثير من أنواع سلوكهما, فإذا كان أحدهما مدمناً على التدخين كان تدخين الابن أو الطالب نتيجة من نتائج التقليد شعورياً أو لا شعوريا.
كما أن هنالك سببا آخر وهو أن بعض الشباب يعيشون في بيوت محطمة, ويرزحون في مشاكل داخلية وهموم اجتماعية ومشاغل نفسية, ومثل هؤلاء يسمعون من غيرهم أن التدخين يخلصهم من مشكلات ويريح أعصابهم, وهنا قد يلجأ الشباب بالإيحاء للتدخين كوسيلة تخلصهم مما يشعرون به من مشكلات.
ويتابع: إن الأسباب التي تؤدي إلى انتشار التدخين كثيرة ومتنوعة, بيد أنه لا يمكن أن يتبلور أثرها ويتفاقم خطرها, إلا إذا توفر لها واقع اجتماعي معين, ومناخ أخلاقي محدد, على مستوى الفرد والجماعة, وهذا المناخ الأخلاقي, وذاك الواقع الاجتماعي لا يتحققان إلا عندما يغيب الجانب الفكري
نقل للاستفادة العامة ,
هل استفادتم من الموضوع ام لا ؟؟؟؟